البعث:
أ- وجوب
الإيمان بالبعث ومعناه:
إن من أصول
الإيمان، أن يؤمن الإنسان جازماً بأن الله تعالى يبعث الخلائق بعد موتها فيجمع
أجزاءها بعد تفرقها ويعيد إليها أرواحها بعد مفارقتها ويعيدها كما
بدأها.
قال الله تعالى: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم
القيامة تبعثون}.
وقال تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا
فاعلين} [الأنبياء: 104].
ب- أهوال
يوم القيامة:
نرى أهوال
يوم القيامة من خلال الآيات القرآنية.
قال الله تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء
عظيم * يوم ترونها تذهل(2) كل مرضعة
عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله
شديد} [الحج: 1 - 2].
وقال تعالى: {إذا وقعت الواقعة(3)
* ليس
لوقعتها كاذبة * خافضة(4)
رافعة(5)
* إذا
رجت
(1) آخر الصلاة.
(2) تغفل وتشغل لشدة الهول.
(3) قامت القيامة بالنفخة.
(4) خافضة للكافرين بدخول النار.
(5) رافعة للمؤمنين بدخول الجنة.
الأرض رجاً(1)
* وبست
الجبل بساً(2)
* فكانت
هباءً منبثاً(3)} [الواقعة:
1 - 6].
وقال تعالى: {فإذا جاءت الصَّاخَّة(4)
* يوم
يفرُّ* المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته
وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذٍ شأن يغنيه} [عبس: 33
-37].
وقال تعالى: {إذا الشمس كورت(5)* وإذا
النجوم انكدرت(6)
* وإذا
الجبال سيرت(7)
* وإذا
العشار(8)
عطلت(9)
* وإذا
الوحوش حشرت(10)
* وإذا
البحار سُجرَّت(11)
* وإذا
النفوس زوجت(12)
* وإذا
المؤودة(13)
سئلت* بأي ذنب قتلت* وإذا الصحف نشرت* وإذا
السماء كشطت(14)
* وإذا
الجحيم سعرت(15)
* وإذا
الجنة أزلفت(16)} [التكوير:
1 - 13].
ج- النفخة
الأولى والنفخة الثانية
النفخة
الأولى: وهي نفخة الإماتة العامة. وعندها تكون ساعة إنهاء النظام القائم في هذه
الحياة.
النفخة الثانية: وهي نفخة البعث إلى الحياة بعد
الموت.
قال الله تعالى: { ونفخ في الصور(17)
فصعق(18) من في
السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى(19) فإذا هم
قيام ينظرون } [ الزمر:
68 ].
-
والصور هو قرن ينفخ فيه والموكل بالنفخ هو إسرافيل عليه
السلام.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصور يا رسول الله؟
فقال صلى الله
(1) إذا زلزلت وحركت تحريكاً شديداً.
(2) فتت فتاً.
(3) غباراً منتشراً.
(4) الصيحة تعم الآذان لشدتها وذلك عند النفخة
الثانية.
(5) طويت ولفت.
(6) تساقطت وتهاوت.
(7) أزيلت من أماكنها.
(8) النوق الحوامل.
(9) أهملت بلا داع من شدة الهول.
(10) جمعت من كل مكان.
(11) أوقدت فصارت ناراً تضطرم.
(12) قرنت كل نفس بشكلها ودخلت الأرواح في أجسامها.
(13) البنت تدفن حية.
(14) قلعت كما يقلع السقف.
(15) أوقدت وأضرمت للكفار.
(16) قربت وأدنيت من المتقين.
(17) القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل.
(18) مات بنفخة الأولى.
(19) النفخة الثانية.
عليه وسلم
:" قرن ينفخ فيه " رواه أبو داود والترمذي وابن حبان.
وقال صلى الله عليه وسلم : "كيف أنعم وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ،
وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فينفخ، فكان ذلك ثقل على أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم، فقالوا: كيف نفعل أو كيف نقول؟
فقال صلى الله عليه وسلم: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله
توكلنا". رواه الترمذي وقال: حديث حسن ورواه ابن حبان وأحمد
والطبراني.
د- كيفية
البعث:
وإذا مات
الإنسان وتحلل جسده(1) وعاد إلى
التراب إلى أصله.
قال الله تعالى: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ}
[ق: 4].
وإذا عاد إلى أصله يبقى من الجسد عَجَبُ الذنب (البذرة) وهو الجزء الذي
ركب الإنسان منه أولَ مرة وهو شيء صغير جداً، وهذا الجزء لا تأكله الأرض ولا
يبلى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكله
الأرض أبداً، منه يركَّب الخلق يوم القيامة، قالوا: أيّ عظم هو يا رسول الله صلى
الله عليه وسلم؟ قال: عجب الذنب." رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه
خُلِقَ ومنه يركَّب". رواه مالك وأبو داود والنسائي.
فإذا جاء موعد البعث يُنزِل الله مطراً من السماء تنبت الأصول (البذور)
أي عجب الذنب الذي لم يبلَ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ثمَّ يَنزِل من السماء ماءً
فينبتون كما ينبُتُ البقلة، وليس من الإنسان شيء إلا بَليَ إلا عظمٌ واحدٌ وهو عجبُ
الذنب منه يُرَكَّب الخلقُ يومَ القيامة". متفق عليه.
فإذا نبت عجب الذنب من التراب وعاد الجسد، جاءت كل روح
إلىجسدها.
قال الله تعالى: {وإذا النفوس زوِّجت(2)} [التكوير:
7].
-
وبهذه الصورة يعود الخلق مرة ثانية كما بدأ أوَّل
مرّة.
قال الله تعالى: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا
فاعلين} [الأنبياء: 104].
(1) إلا من خصه الله بعدم بلي جسده كالأنبياء عليهم السلام فإن الأرض لا
تأكل أجسادهم.
(2) قرنت كل نفسٍ بشكلها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق