وظائف أخرى للملائكة:
- حضورهم صلاة الجمعة واستماعهم الذكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول ومثل
المهجر(3) كمثل الذي يُهدي بدنه ثم كالذي يُهدي بقرة ثم كبشاً ثم دجاجة ثم بيضة،
فإذا خرج الإمام طووا صحفهم يستمعون الذكر". رواه البخاري
ومسلم.
-
تأمين الملائكة لفاتحة الصلاة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم
ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من
ذنبه". متفق عليه.
-تحميد الملائكة في الصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال
الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول
الملائكة: غفر له ما تقدم من ذنبه". متفق عليه.
-
حضور الملائكة الحفظة عند صلاتي الفجر والعصر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار
في صلاة الفجر وصلاة العصر، فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل، وتثبت
ملائكة النهار، ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار وتثبت ملائكة الليل،
فيسألهم ربهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون،
فاغفر لهم يوم الدين" رواه الشيخان وابن خزيمة واللفظ له.
_________________________
(1) شكا إليه أذى قومه في مكة وعرض عليه الإيمان رفض الدعوة فردَّه أقبح رد
وقابله أهل الطائف عندئذ بأشد الإيذاء.
(2) الجبلين.
(3) المبكر.
- صلوات الملائكة على عباد الله المؤمنين:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ
ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً(1} وَأَصِيلًا(2)* هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41، 43].
فالصلاة من الله تشتمل على الرحمة الخاصة والصلاة من الملائكة: هي
الدعاء والاستغفار.
ومعنى الآيات: هو الذي يترحم عليكم ويترأف والملائكة يستغفرون لكم
ويدعون لكم حين يدعوكم الله إلى الخير ويأمركم بإكثار الذكر والتوفر على الصلاة
والطاعة فمن ذكر الله ذكراً كثيراً وسبحه بكرة وأصيلاً فإن الله سبحانه يكرمه فيصلي
عليه هو وملائكته.
-
حفُّ الملائكة الذين يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة
من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون
العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له
طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن
عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه". رواه مسلم وأصحاب
السنن.
-
وضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل
الله له طريقاً به إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع،
وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل
العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن
الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
والبيهقي.
-
تدعو الملائكة لمن ينفق بأن يخلف الله عليه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا
وملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط
ممسكاً تلفاً ". متفق عليه.
-
من داوم على تذكر الجنة والنار دون انقطاع يؤدي إلى مصافحة
الملائكة:
-
عن حنظلة الأُسَيدي قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه، فقال: كيف أنت يا
حنظلة؟
__________________
(1) أول النهار.
(2) آخر النهار.
قال حنظلة: قلت نافق حنظلة، فقال - أبو بكر - سبحان الله ما تقول؟ قال - حنظلة -:
نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة، حتى كانا رأيُ عين،
فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا(1) الأزواج والأولاد والصنيعات(2) نسياً كثيراً.
قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قلت نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي
عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والصنيعات تدومون نسينا كثيراً!
فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي في الذكر،
لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة - ثلاث مرات".
رواه مسلم.
تأمين المَلك على دعاء المؤمن لأخيه في ظهر الغيب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك
الموكَّل به: آمين، ولك بمثله(3) ". رواه مسلم وغيره.
- تبشير الملائكة لمن زار أخاه حباً في الله تعالى بأن الله
يحبه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى،
فأرسل الله على مدرجته(4) ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية،
فقال: هل لك عليه من نعمة تربُّها(5)، فقال: لا، غير أني أحبه في الله، قال - الملك -: فإني رسول الله إليك،
إن الله قد أحبَّك كما أحببته فيه". رواه مسلم.
__________________
(1) خالطنا.
(2) المزارع والصناعات.
(3) بمثل ما دعوت لأخيك.
(4) طريقه.
(5) تقوم بها وتسعى في صلاحها.