التسميات

الموسيقى الصامتة

Our sponsors

06‏/12‏/2014

الحشر



الحشر:  
      معنى الحشر:
      هو جمع الخلائق كلهم إلى الموقف بعد بعثهم وإخراجهم من بطن الأرض لموقف الحساب.
      صور من الحشر:
      أ- خروج الناس من القبور:
      قال الله تعالى: {واستمع يوم ينادِ المناد من مكان قريب* يوم يسمعون الصيحة(1) بالحق ذلك يوم الخروج* إنا نحن نحي ونميت وإلينا المصير* يوم تشقق(2) الأرض عنهم سراعاً(3) ذلك حشر علينا يسير} [ق: 41- 44].
      والمعنى: أن الله يأمر إسرافيل عليه السلام فينادي بالأموات من مكان قريب، فيسمعه كل إنسان، فذلك النفخة الثانية، فيسمع الناس الصيحة فيخرجون من القبور مسرعين المحشر.
      وأول من تنشق عنه الأرض فهو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأنا أوّل من ينشق عنه القبر، وأنا أول شافع ومشفَّع". رواه مسلم.
      ب- تسوية أرض المحشر:
      قال الله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة(4) وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً} [الكهف: 47].
      فالأرض تكون بارزة كلها لا جبال فيها ولا وديان.
      قال الله تعالى: {وحملت(5) الأرض والجبال فدكتا(6) دكة واحدة}[الحاقة:14]
      فالمعنى: أن الأرض وجبالها مسحت ودُقَّ بعضها ببعض.
      وقال تعالى: {وتكون الجبال كالعهن(7) المنفوش(8)} [القارعة: 5].
      فالمعنى أنها تصير كالصوف المندوف.


(1) نفخة البعث.
(2) تنفلق وتتصدع.
(3) مسرعين إلى الداعي.
(4) ظاهرة لا يسترها شيء.
(5) رفعت من أماكنها.
(6) فدقتا.
(7) كالصوف المصبوغ بألوان مختلفة.
(8) المفرق.
      وقال تعالى: {وبست(1) الجبال بساً فكانت هباءً منبثاً(2)} [الواقعة: 5].
      فالمعنى أن الجبال تصير كالهباء المنبث في الهواء.
      وقال تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها(3) ربي نسفاً} [طه: 105].
      فالمعنى: أن الله ينسفها بالرياح عن وجه الأرض، فتطيرها في الهواء.
      وقال تعالى: {وسيرت الجبال فكانت سراباً(4)} [النبأ: 20].
      فالمعنى أن الجبال تصير سراباً أي لا شيء كما يرى السراب من بعيد.
      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء(5) كقرصة النقي(6) ليس فيها عَلَمٌ لأحد". رواه البخاري ومسلم.
      والمعنى أن الناس يحشرون على أرض لونها أبيض يميل إلى الحمرة قليلاً فتكون نقية صافية ليس فيها أي شائبة، وليس فيها علامة سكن لأحد من أبنية مرتفعة أو قصور ممتعة أو تلول أو جبال ممتنعة، ولا بناء ولا أثر ولا شيء من العلامات التي يهتدي بها في الطرقات كالجبل والصخرة البارزة.
      قال الله تعالى: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها(7) ربي نسفاً* فيذرها قاعاً(8) صفصفاً(9)* لا ترى فيها عوجاً(10) ولا أمتاً(11) * يومئذٍ يتبعون الداعي لا عوج له(12) وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً(13)} [طه: 105 - 108].   
      فيحشر الله الناس في أرض مستوية لا ترى فيها انخفاضاً، ولا ارتفاعاً بحيث إن الناظر إليهم ينظرهم والداعي لهم يسمعهم، وقد ازدحمت عليهم الشدائد والأهوال وحلَّت فيهم الكربات والهموم فأحاطت بهم، النار من شتى نواحيهم، ودنت الشمس منهم قدر ميل، وساورتهم الأحزان والغموم ومهما كانت كربات الدنيا عظيمة، وشدائدها أليمة، فإن كربات الآخرة أعظم، وشدائدها أدهى وأمرّ، ومهما كانت هموم الدنيا ثقيلة فإن همَّ الآخرة أثقل إلا من أمنه الله وسلمه وحفظه.
(1) فتتَ.
(2) غباراً متفرقاً منتشراً.
(3) يقتلعها ويفرقها بالرياح.
(4) كالسراب الذي لاحقيقة له.
(5) بياض يضرب إلى الحمرة قليلاً.
(6) الدقيق النقي من الغش والنخال.
(7) يقتلعها.
(8) أرضاً ملساء لا ثبات فيها ولا بناء.
(9) أرضاً لا نبات فيها.
(10) مكاناً منخفضاً.
(11) مكاناً مرتفعاً.
(12) لا يزيغ عنه.
(13) إلا صوتاً خفياً خافتاً.

      فاللهم نفِّس عنا كرب الدنيا والآخرة
      ج- صفة أهل المحشر:
      إن الناس يحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلاً غير مختونين.
      عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً(1).
      قالت عائشة رضي الله عنها قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض". رواه البخاري ومسلم.
      فكلُّ واحد منهم مشغول بأحواله عن التطلع والنظر إلى غيره {لكل امريء منهم يومنذٍ شأن يغينه} [عبس: 37].
      وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بموعظة فقال: "يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلاً ثم قرأ: {كما بدأنا أوَّل خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104].
      ألا إن أوَّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، ألا إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد* إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 117 - 118].
      قال: "فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم". رواه البخاري ومسلم.
      د- أهوال موقف الحشر:
      ومن أهوال هذا الموقف العظيم:
      دنو الشمس من الناس، وتغيب الناس بعرقها، كلٌّ حسب عمله.
      عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل(2)، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلىكعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حَقْوَيْه(3) ومنهم من
(1) غير مختونين.
(2) أي أنها تدنو كثيراً.
(3) الخاصرة.
يلجمه العرق إلجاماً" - وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه(1) - رواه مسلم.  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقوم الناس لربِّ العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه(2) إلى أنصاف أذينة". رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
      2- طول الموقف على الكافرين وخفته للمؤمنين:
      عن أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله يومٌ كان مقداره خمسين ألف ألف سنة ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخفَّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا". رواه أحمد.
      وتختلف الخفة باختلاف درجات إيمان المؤمنين.
      3- عموم الحشر للإنس والجن والحيوان:
      حشر الإنس والجن:
      قال الله تعالى: {ويوم نحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم(3) من الإنس ....} [الأنعام: 128].
      حشر الدواب والطيور والحيوان:
      وقال تعالى: {وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرَّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} [الأنعام: 38].
      وقال تعالى: {وإذا الوحوش حشرت} [التكوير: 5].
      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يُقاد(4) الشة الجَلحاء(5) من الشاة القرناء". رواه مسلم.
      وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال: "يا أبا ذر أتدري فيما تنتطحان قال: قلت: لا، فقال صلى الله عليه وسلم: لكن الله يدري وسيقضي بينهما". رواه أحمد.
________________
(1) فمه.
(2) عرقه.
(3) قد أضللتم كثيراً.
(4) يقتص.

(5) التي لا قرون لها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة الموضوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More