الشفاعة:
إن الشفاعة
يوم القيامة لا يتقدم إليها أحدٌ إلا بإذنه تعالى قال الله تعالى: {من ذا الذي
يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255].
(1) الأنبياء عليهم السلام.
(2) حديدة يختطف بها.
(3) منطقة في الحجاز.
(4) نبات ذو شوك.
(6) مخموش ممزق.
(7) يلقى بعضهم فوق بعض في جهنم.
(8) قسم بالله.
وقال تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء:
28].
-
أنواع الشفاعة:
أ- الشفاعة
العظمى: هي من
خصائص الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون أول الشفاعات، وهي تعمُّ جميع
أهل الموقف على مختلف أديانهم، وبها يتخلصون من أهوال الموقف(1) وكرباته
بعد اشتدادها وطولها، ثم ينفضُّ أمرهم إلى العرض والحساب
والميزان.
فالشفاعة العظمى هي المقام المحمود:
قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد(2) به
نافلة(3) لك عسى أن
يبعثك ربك مقاماً محموداً(4)} [الإسراء:
79].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الناس يصيرون يوم
القيامة(5) جُثى كل
أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع لنا، حتى تنتهي الشفاعة إليَّ، فذلك يوم
يبعثه الله المقام المحمود". رواه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
دعوةٍ، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهس منها نهسةً، وقال: "أنا سيِّد ولد آدم
يوم القيامة، هل تدرون ممَّ ذلك؟ يجمع الله الأولين والآخرين على صعيد واحد،
فيبصرهم الناظر، ويسمعهم الداعي، وتدنو منهم الشمس، فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب
مالا يُطيقون ولا يحتملون فيقول الناس: ألا ترون إلى ما أتنم فيه ألا ترون إلى ما
بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم،
فيأتونه، فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر
الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه،
فيقول: إن ربي غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني
عن الشجرة فعصيتُ، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً،
فيقولون: يا نوح أنت أوَّل الرسل إلى أهل الأرض، وقد سمَّاك الله عبداً شكوراً، ألا
ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ فيقول: إنَّ ربي
غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كان لي دعوة دعوتُ
بها على قومي، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت
نبيّ الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا عند ربك، أما ترى ما نحن
فيه؟
(1) أهل المحشر.
(2) الصلاة ليلاً بعد الاستيقاظ.
(3) فريضة زائدة خاصة بك.
(4) مقام الشفاعة العظمى.
(5) يجلسون على ركبتيهم.
فيقول لهم:
إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده
ترى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنتُ كذبت ثلاث كذباتٍ، فذكرها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى، فيقولون: أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفساً لم أومَرْ بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلَّمتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمد أنتَ رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ اشفع لنا إلى ربك، قال: فأستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته، وقعت له ساجداً فيدعني ما شاء الله. فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، وسلْ تعط واشفع تشفَّع، فارفع رأسي، فأقول: يا ربّ أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخِل الى الجنة من أمتك مَن لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنَّ بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهَجَر، أو كما بين مكة وبصرى". رواه البخاري ومسلم والترمذي
ترى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني كنتُ كذبت ثلاث كذباتٍ، فذكرها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى، فيقولون: أنت رسول الله فضلك الله برسالاته وبكلامه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفساً لم أومَرْ بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلَّمتَ الناس في المهد، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم، فيقولون: يا محمد أنتَ رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ اشفع لنا إلى ربك، قال: فأستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته، وقعت له ساجداً فيدعني ما شاء الله. فيلهمني الله محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك، وسلْ تعط واشفع تشفَّع، فارفع رأسي، فأقول: يا ربّ أمتي أمتي، فيقال: يا محمد أدخِل الى الجنة من أمتك مَن لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنَّ بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهَجَر، أو كما بين مكة وبصرى". رواه البخاري ومسلم والترمذي
وعن أنس رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجمع الله الناس يوم القيامة،
فيهتمُّون لذلك، وفي رواية: فيلهمون لذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا حتى
يريحنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم فيقولون: أنتَ آدم أبو الخلق، خلقك الله
بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا عند ربك حتى يُريحنا من
مكاننا هذا، ليقول: لستُ هناكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيستحيي ربَّه منها، ولكن
ائتوا إبراهيم الذي اتَّخذه الله خليلاً، فيأتون إبراهيم، فيقول: لستُ هناكم، وذكر
خطيئته التي أصاب، فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا موسى الذي كلمَّه الله تعالى،
وأعطاه التوراة، قال: فيأتون موسى، فيقول لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب،
فيستحي ربَّه منها، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى روح الله وكلمته،
فيقول: لستُ هناكم، ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم عبداً غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيأتونني ، فأستأذن
على ربي، فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته وقعتُ له ساجداً فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا
محمد ارفع، قل يُسمع، سل تعطه، اشفع تشفَّع، قال: فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد
يعلمنيه ربي، ثم أشفع فيحدّ لي حداً، فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة، قال الرواي:
فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة فأقول: يا ربّ ما بقي في النار إلا من حبسه
القرآن، أي وجب عليه الخلود". رواه البخاري ومسلم.
ب- شفاعة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم يدخلون الجنة بغير
حساب:
ويدلُّ على
ذلك ما تقدم في آخر حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: "فأرفع
رأسي، فأقول: يا ربِّ أمتي أمتي. فيقال: يا محمد أدخِل من أمتك من لا حساب عليهم من
الباب الأيمن، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب".
ج- شفاعة
رسول الله لعصاة المؤمنين:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "لكّل بني دعوة مستجابة، فتعجّل كل نبي دعوته، وإني
اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله
شيئاً". رواه مسلم.
وقال عليه
الصلاة والسلام: "يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة
يُسَمَّون الجهنميين". رواه البخاري.
وعن أبي
هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا
الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة
من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه". رواه
البخاري.
د- شفاعة
الأنبياء والملائكة والصديقين والعلماء والشهداء
والصالحين:
ورد في
الحديث الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة
وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين ...." رواه البخاري
ومسلم.
وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم
الشهداء". رواه ابن ماجه.
وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أمتي من يشفع للفئام(1)، ومنهم من
يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة". رواه
الترمذي وأحمد.
(1) الجماعات
بالقبائل.
وقال صلى
الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فاستظهره(1)، فأحلَّ
حلاله وحرم حرامه أدخله الله الجنة، وشفعه في عشرة من أهل بيته قد وجبت لهم النار".
رواه الترمذي وابن ماجه.
وقال صلى
الله عليه وسلم: "يُصَفُّ أهل النار فيمر بهم أهل الجنة، فيقول الرجل(2): يا فلان
أما تعرفني؟ أنا الذي سقيتك شربة، وقال بعضهم: أنا الذي وهبت لك
وَضوءاً(3) فيشفع
له(4) فيدخله الله
الجنة". رواه ابن ماجه.
تنبيه: لا يُشفع
للكافرين الذين مصيرهم النار خالدين فيها أبداً.
قال الله
تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء:116
0 التعليقات:
إرسال تعليق