الحوض:
أ- الحوض
مكرمة خصَّ الله تعالى بها محمداً صلى الله عليه وسلم:
وفي سورة
الكوثر، إشاره إلى ذلك:
قال الله
تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر* فصل لربك وانحر* إن
شانئك(5) هو
الأبتر(6)} [الكوثر: 1
- 3].
عن ابن عباس
رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
قال أبو
بشير: قلت لسعيد بن جبير: فإن ناساً يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر
الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه الله إياه. رواه
البخاري.
وعن أنس رضي
الله عنهما قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ أغفى إغفاءة ثم
رفع رأسه ضاحكاً، فقيل له: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "نزلت
عليّ سورة آنفاً(7)، فقرأ بسم
الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها، قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا:
الله ورسوله أعلم، قال إنه نهر وعدنيه ربي عزَّ وجلَّ، عليه خير كثير، وهو حوض
تَرِد عليه أمتي يوم القيامة: آنيته عدد نجوم السماء فيُختلج العبد منهم، فأقول:
ربِّ إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك". رواه البخاري
ومسلم.
(1) أجاد
حفظه.
(2) من أهل
النار.
(3) ماء
الوضوء.
(4) الذي هو من أهل الجنة وهو
الرجل الصالح.
(5) فبعضك.
(6) المقطوع
الخير.
(7) الآن.
وذلك النهر
هو في الجنة يسمَّى كوثراً ويمتد فيه إلى الموقف فيسمَّى الحوض ترد عليه أمة رسول
الله صلى الله عليه وسلَّم.
ب- سعة الحوض
وكثرة آنيته وحلاوة مائة وبياض لونه:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، وماؤه أبيض من
الورِق(1) وريحه أطيب
من المسك، وكيزانه(2) كنجوم
السماء فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً". رواه مسلم.
عن أبي ذر
رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده لآَنيتُه أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها، إلا في الليلة
المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ، آخر ما عليه يشخب(3) ميزابان من
الجنة من شرب منه رواه مسلم.
لم يظمأ،
عرضه مثل طوله ما بين عَمَّان(4) إلى
أيْلة(5) ماؤه أشد
بياضاً من اللبن وأحلى من العسل".
ج- انتظار
رسول الله أمته الواردين على الحوض:
عن عقبة بن
عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وصلى على شهداء
أحدٍ صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: "إني فَرَط(6) لكم وأنا
شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت خزائن الأرض أو مفاتيح
الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا
فيها". رواه البخاري ومسلم.
د- استقبال
الرسول صلى الله عليه وسلم أمته على الحوض ومعرفته لهم بسيماهم من بين
الأمم:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "إن حوضي لأبعدُ من أيْلة من عدن(7)، والذي نفسي
بيده إني لأذود عنه(8)
الرجال(9) كما
يذود(10)
الرجل الإبل
القريبة، قالوا: يا رسول وتعرفنا؟ قال:
__________________________
(1) الفضة.
(2) كوؤسه.
(3) يجري.
(4) مدينة في عراق الشام على
الساحل البحر متوسطة بين مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمشق. وهذا للإعلام
بسعة الحوض.
(5) بلدة بالبلقاء في
الشام.
(6) الفارط: وهو الذي يتقدم
الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء. والمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظر
أمته الواردين عليه المتبعين له، وذلك ليستقبلهم ويسقيهم.
(7) وهذا تقدير لسعة
الحوض.
(8) أمنع عن
الحوض.
(9) من غير
أمته.
(10) كما
يمنع.
نعم، ترِدون
عليَّ غراً مُحجَّلين(1)
من آثار
الوضوء ليست لأحدٍ غيركم". رواه مسلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق