الحكمة في إرسال الرسل عليهم السلام
أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل عليهم السلام إلى الناس لحِكَم أرادها فمن
هذه الحكم:
أولاً: أرسل الله عزَّ وجلَّ الرسل عليهم السلام لدعوة الناس إلى عبادة الله
وحده والكفر بما يُعَبد من دونه وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ
مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
[الأنبياء: 25].
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنْ
اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (1)} [النحل: 36].
وقال جل شأنه: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَانِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف:
45].
ثانياً: بعث الله تعالى الرسل عليهم السلام لينقذوا الناس من الاختلاف في أصول
حياتهم وليدلوهم إلى الحق الذي يريده خالقهم.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا
لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
_________________________________
(1) كل معبود باطل يعبد من دون الله وكل داع إلى
ضلاله.
ثالثاً: بعث الله تعالى الرسل عليهم السلام لتعليم الناس الأعمال الصالحة
ولتزكية نفوسهم وتطهيرها من الأدناس ولغرس الخير والصلاح
فيها.
قال الله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ
رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
[الجمعة: 2].
رابعاً: أرسلوا عليهم السلام لإقامة الدين وللحفاظ عليه، وللنهي عن التفرق فيه
وللحكم بما أنزل الله، قال الله تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا
وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ
كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ
مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:
13].
وقال جلّ ثناؤه: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ
خَصِيمًا} [النساء: 105].
خامساً: بُعثوا لإعطاء القدوة والأسوة الحسنة للناس في السلوك والأخلاق
الحميدة والطريق المستقيم على هدى الله.
قال الله تعالى في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(1) لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ
كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
سادساً: أرسلهم الله تعالى ليبشروا المؤمنين بما أعدَّ لهم من النعيم
الدائم جزاءً لطاعتهم، ولينذروا الكافرين بعواقب كفرهم وإقامة الحجة على الناس من
ربهم وإسقاط كلِّ عذر. قال الله تبارك ا وتعالى: {رُسُلا مُبَشِّرِينَ
وَمُنذِرِينَ لأَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].
0 التعليقات:
إرسال تعليق