التسميات

الموسيقى الصامتة

Our sponsors

07‏/12‏/2014

حاجة الناس إلى الرسل عليهم السلام:







حاجة الناس إلى الرسل عليهم السلام:

      تتحقق حاجة الناس إلى الرسل في عدة نقاط:
      أولاً: إن الناس بحاجة في إصلاح أفرادهم ومجتمعاتهم إلى مصلح مثالي يكون أسوة حسنة. وشخصية المصلح المثالي تتوفر فيها: صفة القدوة الحسنة والعصمة من الخطأ والزلل في المبادئ والعلوم والأخلاق والأعمال.
      وهذه الصفات لا تتوافر إلا في رسول معصوم مؤيد من عند الله بالمعجزات، ولذلك كان الناس بحاجة إلى قادة من الرسل يتحلون بتلك الصفات، ويكونون أسوة حسنة لجميع الناس، ولذلك أختار الله عز وجل الرسل ليكونوا نموذجاً للكمال وعنواناً للضياء وعنواناً للفضل وحملة لمشعل النور والضياء ولرفع مستوى الحضارة الإنسانية، اجتباهم الله ليكونوا هداةً مصلحين واصطفاهم على علمه ورعاهم رعاية كاملة وشرفهم بأكمل الأوصاف.
      قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: 89-90].
      ثانياً: إن الناس لا يمكنهم التوصل إلى جميع الخيرات والفضائل الإنسانية والكمالات الخلقية، ويتفقوا عليها، لأن عوامل الغرائز والشهوات والأهواء والأنانيات تصرفهم عن الحقّ والخير، فتزين لهم الباطل والشر بل يتحول الحكم فيصير الحق باطلاً والباطل حقاً، والعدل ظلماً، والظلم عدلاً. فلذلك أرسل الله الرسل ليقوموا بالعدل ويأمروا بفعل الخيرات وإقامة العبادة البدنية والمالية لله الواحد القهار.
 _________________________
(1) أي الحياة الحقيقية.
      قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25].
      ثالثاً: إن الله سبحانه وتعالى خلق الناس ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 1-2].
      ولو لم يرسل الله رسلاً مبشرين ومنذرين لكان عند الناس حجة يوم القيامة وعذر لدى محاسبتهم على كفرهم وطغيانهم ومخالفاتهم بأنه لم يرسل إليهم رسل ينبهونهم ويحذرونهم هذا اليوم الخطير الذي يفرّ فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبينه، وبأنه لم يأت رسلٌ يبينون لهم الفضائل وطريق الخير والعمل الصالح.
      ولذلك قال تعالى: {رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 165].

      وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} [طه: 134].

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة الموضوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More