أخذ كتب
الأعمال:
قال الله
تعالى: {يومئذٍ تُعرضون(1) لا تخفى
منكم خافية* فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤم(2) اقرءوا
كتابيه(3)
* إني ظننت
أني ملاقٍ حسابيه* فهو في عيشة راضية(4)
* في جنة
عالية* قطوفها دانية(5)
* كلوا
واشربوا هنيئاً(6) بما
أسلفتم في الأيام الخالية* وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم
أوت كتابيه* ولم أدر ما حسابيه* يا ليتها كانت
القاضية(7)
* ما أغنى
عني(8)
ماليه(9)
* هلك عني
سلطانيه(10) *
خذوه
فغلوه(11)
* ثم الجحيم
صلوه(12)
* ثم في
سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه(13)
* إنه كان
لا يؤمن بالله العظيم* ولا يحض(14) على طعام
المسكين* فليس له اليوم ههنا حميم(15)
* ولا طعام
إلا من غسلين(16)
* لا يأكله
إلا الخاطئون(17)} [الحاقة:
18 - 37].
وقال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادحٌ(18) إلى ربك
كدحاً فملاقيه(19)
* فأما من
أوتي كتابه بيمينه* فسوف يحاسب حساباً يسيراً* وينقلب إلى
أهله مسروراً* وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعو
ثبوراً*
(20) ويصلى
سعيراً(21)* إنه كان
في أهله مسروراً* إنه ظن أن لن يحور(22)
* بلى إن
ربه كان به بصيراً} [الأشقاق:
6 - 15].
(1) وهي العرضة الثالثة وفيها تطاير الصحف.
(2) خذوا أو تعالوا.
(3) كتابي، والهاء للسكت.
(4) مرضية.
(5) ثمارها قريبة التناول إذا تجنى.
(6) أكلاً غير منغص ولا مكدَّر.
(7) الموتة القاطعة لأمري ولم أبعث.
(8) ما دفع عني.
(9) الذي كان لي من المال.
(10) تسلطي وقوتي.
(11) اجعلوا القيد في يديه وعنقه.
(12) أحرقوه في الحميم.
(13) فأدخلوه فيها.
(14) يُحرض.
(15) قريب مشفق يحميه من العذاب الأليم.
(16) صديد أهل النار.
(17) الكافرون.
(18) جاهد في عملك إلى لقاء ربك.
(19) فملاق لا محالة جزاء عملك.
(20) ينادي هلاكاً قائلاً يا ثبوراه.
(21) يدخلها.
(22) لن يرجع إلى ربه تكذيباً بالبعث.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "ما يبكيك؟ فقالت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟
فقال صلى الله عليه وسلم: "أمَّا في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدٌ: عند الميزان
حتى يعلم أيخفُّ ميزانه أم يثقل؟ وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه
أم في شماله أم وراء ظهره؟ وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم". رواه أبو
داود.
-
من أخذ كتابه بيمينه يبيض وجهه ومن أخذ كتابه بشماله يسود
وجهه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {يوم ندعو كلَّ
أناسٍ بإمامهم} قال: "يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمدّ له في جسمه ستون
ذراعاً ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤ يتلألأ، قال: فينطلق إلى أصحابه،
فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم بارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول: أبشروا فإن لكل
رجل منكم مثل هذا.
وأما الكافر: فيعطى كتابه بشماله ويسوَّد وجهه، ويمد له في جسمه ستون
ذراعاً، ويجعل على رأسه تاج من نار، فيراه أصحابه فيقولون: اللهم أخِّره، اللهم لا
تأتنا به فيأتيهم فيقول: أبعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا". رواه الترمذي
وحسنة وابن حبان في صحيحه ورواه الحاكم وصححه.
وفي هذا الشأن قال الله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين
اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون* وأمَّا
الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون} [آل عمران: 106 -
107].
0 التعليقات:
إرسال تعليق