الموت
وحقيقته:
أ- معنى
الموت:
الموت هو
مفارقة الروح للجسد وانتقالها إلى الحياة البرزخية(1) وعودة
الجسد إلى أصله الذي جاء منه، وبخروج الروح من الجسد يتوقف عمل كل جهاز من أجهزة
جسم الإنسان، وكل خلية من خلاياه، كما تنساح مكونات كل خلية، وتختلط مواد الجسم
بعضها ببعض، ويتحول البدن إلى حالة الجماد الذي لا يحس ولا ينمو ولا يتغذى ولا
يتحرك ولا يتنفس ولا يفكر، ولا يعمل شيئاً(2).
-
والنوم شبيه بالموت إلا أن الفارق هو بقاء الروح متصلة بالجسد عند
النوم، وانفصالها تماماً عنه عند الموت.
قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في
منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى} [الزمر:
42].
ب- ملائكة
الموت:
إذا جاء
أجل الإنسان وهو انتهاء حياته أرسل إليه ملك الموت الموكل به لقبض
روحه.
قال الله تعالى: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم
ترجعون* ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم(3) عند ربهم
ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون} [السجدة:
11-12].
وقال تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات(4)
الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون
بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} [الأنعام:
93].
ج- الموت
حقيقة لا مفرَّ منها:
الموت هو
الحقيقة الوحيدة التي لا ينكرها أحدٌ من الناس فهي مشاهدة، فلقد جاءت أجيالٌ قبلنا
وها هي اليوم لا وجود لها قد انقضى أجلها فجاء الموت وأخرجهم من الحياة الدنيا إلى
الحياة البرزخية وما ترك منهم أحداً.
(1) هي الحياة التي تكون بعد الموت وقبل الحياة الآخرة وقد أشير إلى حياة
البرزخ في قوله تعالى: {حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحاً
فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} [الأنبياء: 99
- 100].
(2) وللتحقق من الموت يكون بالعلامات التالية:
1ً-
توقف النفس.
2ً-
توقف حركة القلب.
3ً-
توقف حركة الستيو بلازم (وهو العصير الموجود داخل كل خلية ويدور باستمرار داخل كل
خلية وتفقد كل نواة سيطرتها على محتويات الخلية بعضها في بعض، ويتغير تركيب كل خلية
من جسم الإنسان.
(3) مطرقونها خزياً وندماً.
(4) سكرات الموت وشدائده.
وجيلنا أيضاً منقضٍ أجله لا شكَّ ولا ريب، وهكذا الأمر في الأجيال إلى
أن تقوم الساعة.
قال الله
تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه مُلاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب
والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} [الجمعة : 8].
د- عدم
تأخر الموت إذا حان وقته:
إن كل
إنسان له أجلٌ لا يزيد ولا ينقص، وإذا جاء الأجل المحتوم لا يتأخر الموت عن أحد.
قال الله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون} [النحل:
61].
0 التعليقات:
إرسال تعليق