التسميات

الموسيقى الصامتة

Our sponsors

06‏/01‏/2015

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم





سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

      هو خاتم رسل الله وأنبيائه، وقد أرسله الله إلى الناس كافةً، برسالةٍ عامةٍ شاملةٍ.
      قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40].
      وقال تعالى خطاباً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].

      * نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم:
      هو سيدنا محمد، واسمه في الإِنجيل أحمد.
      1- ابن عبد الله، وهو أصغر أولاد عبد المطلب العشرة.
      2- ابن عبد المطَّلب - واسمه شيبة الحمد لأنه ولد وله شيبة - وإنما قيل له: عبد المطلب، لأن عمه المطَّلب أردفه خلفه وكان بهيئة رثة لفقره، فقيل له: من هذا؟ فقال: عبدي، حياء ممن سأله!!
      3- ابن هاشم - واسمه عمرو - وسمي هاشماً: لأنه خرج إلى الشام في مجاعة شديدة أصابت قريشاً، فاشترى دقيقاً وكعكاً، وقدم به مكة في الموسم، فهشم الخبز والكعك، ونحر جُزُراً وجعل ذلك ثريداً، وأطعم الناس حتى أشبعهم.
      4- ابن عبد مناف - واسمه المغيرة - وكان يقال له: قمر البطحاء لحسنه وجماله، ومناف: اسم صنم.
      5- ابن قصيّ - واسمه زيد - ولقب بقصي: لأنه أُبعد عن أهله ووطنه مع أمه بعد وفاة أبيه. ويقال له: مُجمّع لأن الله جمع به القبائل من قريش في مكة بعد تفرقها.
      6- ابن كلاب - واسمه حكيم، وقيل: عروة - ولُقِّب بكلاب: لأنه كان يكثر الصيد بالكلاب.
      7- ابن مُرّة وهو الجد السادس لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
      8- ابن كعب وقد كان يجمع قومه يوم العروبة - أي: يوم الرحمة، وهو يوم الجمعة - فيعظهم ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وينبئهم بأنه من ولده، ويأمرهم باتباعه.
      9- ابن لؤي ولؤي تصغير لأي، وهو الثور الوحشي.
      10- ابن غالب.
      11- ابن فهر وكان كريماً يفتش عن ذوي الحاجات فيحسن إليهم، وفهر: اسم للحجر على مقدار ملء الكف.
      12- ابن مالك.
      13- ابن النَّضْر وهو قريش فمن كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس بقرشي. والنضر في اللغة: الذهب الأحمر. وقيل: قريش هو فهر بن مالك.
      14- ابن كنانة.
      15- ابن خزيمة.
      16- ابن مُدرِكة.
      17- ابن إلياس وكان في العرب مثل لقمان الحكيم في قومه.
      18- ابن مُضَر وكان جميلاً لم يره أحد إلاَّ أحبه، وله حِكَمٌ مأثورةٌ. والمضر في اللغة: الأبيض. ومضر من ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب.
      19- ابن نِزار وكان أجمل أهل زمانه، وأرجحهم عقلاً. ونزار في اللغة مأخوذة من النزارة، وهي القلة.
      20- ابن مَعَدّ وقد كان صاحب حروب وغارات، ولم يحارب أحداً إلاَّ رجع بالنصر. ومعدُّ: مأخوذ من تمعدد، إذا اشتد وقوي.
      21- ابن عدنان.
      وعند عدنان يقف ما صحَّ من سلسلة نسب الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ نسبه الكريم إلى عدنان قال: من ههنا كذب النسّابون.
      وكل هؤلاء الجدود سادة في قومهم، قادةً أطهاراً، ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم أشرف الأنساب.
      ولا يختلف النسّابون في نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى عدنان، وإنما اختلفوا من عدنان إلى إسماعيل، ومن المجمع عليه - الحقّ الذي لا ريب فيه -: أن نسبه عليه الصلاة والسلام ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
      وأمه صلى لله عليه وسلم: هي آمنة بنت وهبٍ بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة.. وهكذا حتى آخر سلسلة نسب الرسول صلوات الله عليه، فتجتمع هي وزوجها عبد الله في كلاب.
      ورسول الله صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار.
      فعن العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلةٍ، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً".
      وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".

      * حياته صلى الله عليه وسلم:
      1- ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين (9) من شهر ربيع الأول عام الفيل، وذلك حوالي سنة (570م)، أي قبل الهجرة بنحو (53) سنة.
      2- وتزوج بخديجة لما بلغ من العمر (25) سنة.
      3- وأوحى الله إليه لما بلغ عمره أربعين سنة، وذلك حوالي سنة (610م).
      4- وأمره الله بتبليغ ما أُنزل إليه بعد نحو ثلاث سنين من نبوته، فقام يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولبث يدعو إلى الله في مكة وما حولها نحواً من عشر سنين بعد بعثته، حتى أذن الله له بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة).
      5- فهاجر إليها وجعلها مركز دعوته، وعاصمة دولته الدينية، دولة الإِسلام، وكان ذلك في 12 من ربيع الأول للسنة الأولى من حساب السنوات الهجرية، التي يوافق أولها (16 تموز 622م).
      6- ولما أكمل الله للناس دينهم، وأتم عليهم نعمته، وأدى رسوله محمد صلوات الله عليه الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وفتح الله عليه بالنصر المبين، اصطفاه الله فقبض روحه، وكان ذلك في يوم الاثنين 12 من ربيع الأول لسنة 11 من الهجرة، الموافق (7 حزيران 632م). هذا ما عليه الجمهور، واستشكل كونه يومَ الاثنين إذ كان يوم عرفة في حجة الوداع يوم الجمعة باتفاق فلا يكون الثاني عشر من ربيع الأول يوم الاثنين، وعليه فإمّا أن يكون الخطأ في تعيين اليوم، أو في تحديد التاريخ.
      7- وأما سيرته وغزواته وسائر ما يتعلق بحياته فمبسوطة محققة في كتب السيرة النبوية، وقد تعرض القرآن الكريم إلى القسم الأعظم من حياته صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة، والعقيدة الإِسلامية التي نحن بصدد البحث فيها بأصولها وفروعها، هي الفلسفة الكاملة للجانب الإِيماني الإعتقادي مما جاءنا به هذا الرسول العظيم.

معجزات محمد صلى الله عليه وسلم:
      القرآن الكريم وهو أبلغ وأعظم المعجزات التي أيد الله بها رسله وأنبياءه كافة فالقرءان
هو المعجزة الناطقة بنبوته عليه الصلاة والسلام في كل زمان ومكان إلى قيام الساعة.
      أ- من وجوه إعجاز القرءان:
      بلاغته وفصاحته: فهو ينطوي على نظم بديع لا نجده منسجماً مع النثر والمعهود من أساليب وطرائقه. ولا متفقاً مع الشعر والمعروف من بحوره وأعاريضه مع بلاغة سامية عجيبة، ومع أسلوب رائع عجيب يستوي في الإفادة منه كل فئات الناس من عوام ومثقفين وأرباب اختصاص، حتى عجز جميع أرباب البلاغة والبيان منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم بل سيعجزهم إلى يوم القيامة عن الإتيان بمثله.
      وقد تحدى القرآن الكريم واستنهض العرب العالمين بالبلاغة والفصاحة والبيان بأساليب متكرره مختلفة إلى القيام بمحاولة ذلك.
      قال الله تعالى: {وإن كنتم في ريب(1) مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين* فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} [البقرة: 23 - 24].
      وقال تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً(2)} [الإسراء: 88].
      وقال تعالى: {أم يقولون تقوَّله بل لا يؤمنون* فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين} [الطور: 33 - 34].
      فآيات التحدي هذه ظلت مسجلة في كتاب الله تعالى تقرع آذان الأدباء والشعراء والبلغاء على اختلاف مذاهبهم وكلهم في كل عصر فما استطاع واحد فيهم أن يسجل إلى جانب هذا التحدي عملاً ما يصلح أن يقال إنه قد عارض به القرآن فأتى بشيء حسن. فهذا الواقع من أجلى أدلة التجربة المشاهدة على ثبوت وصف الإعجاز للقرآن، إذ هو دلالة الواقع نفسه خلال التاريخ والقرون.
      وصدق الله العظيم الذي هو أصدق القائلين إذ يقول:
      {فإِلَّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزله بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنت مسلمون} [هود: 14].
      فهذا الكتاب العظيم هو أعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
      ب- ومن وجوه إعجازه أن فيه ما لا يتناهى وما لا يحصى من المعجزات الجزئية التي ينتبه إليها في كل عصر. كلما تقدم الناس في ميادين العلم والتجربة ونظم الحياة، فالقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في أي موضوع عرضه.
_________________
(1) شك.
(2) معيناً.
      قال الله تعالى: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} [فصلت: 42].
      فلا يأتيه الباطل في أي حقيقة علمية أثبَّتها، فحقائق العلم ومكتشافته الثابتة بيقين تثبت دواماً صحة ما تحدث القرآن عنه من حقائق علمية.
      قال الله تعالى: {قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضلُّ ممن هو في شقاق بعيد * سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} [فصلت: 52 - 53].
      ولا يأتيه الباطل في أي مبدأ أو تشريع أوضحه، وتجارب الحياة تثبث باستمرار كمال مبادئ الإسلام وتشريعاته وتعاليمه ووحدة نظمه وسلامتها وصلاحيتها لسعادة الناس جميعاً.
      قال الله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: 9].
      ولا يأتيه الباطل في أي خبر تاريخي أخبر به من أنباء الغيب التي ضاعت صورتها الحقيقية في أخلاط التاريخ القديم للأمم، وبخاصة ما اختلف فيه بنو اسرائيل.
      قال الله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين} [هود: 49].
      وقال تعالى: {إن هذا القرءان يقصُّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون * وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين} [النمل: 76، 77].
      ومن أهم إعجاز القرآن الكريم في العصر الحديث الإعجاز العلمي الذي بهر كبار العلماء والمفكرين.
      وسنلمح إلى بعضها بشكل موجز وسريع فالقرآن سبق العلوم الحديثة في تقرير حقائق ثابتة منها:
      1- حقيقة نقص الأوكسجين والضغط الجوي كلما ارتفع الإنسان إلى أعلى مما يسبب ضيقاً شديداً في الصدر. وهذا الكلام قد ذكره القرآن الكريم قبل تجربة طيران الإنسان بألف وأربعمائة سنة.
      قال الله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً(1) كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس(2) على الذين لا يؤمنون} [الأنعام: 125].
      وقد مثل القرآن الكريم أن من كان في الضلالة يصيبه ضيق شديد في صدره كمن يتصعد إلى السماء فيضيق صدره فلا يكاد يتنفس بسبب قلة الأوكسجين والضغط الجوي.
      فمن علم محمداً صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؟ ومن أخبر رجلاً أمياً بذلك؟ وهل كان يملك وسائل لكشف ذلك؟
      2- لقد اكتشف الدارسون حقيقة ثابتة وهي: أن تحت الطبقة الأرضية الصلبة، طبقة لينة لزجة وأن تحت كل جبل جذراً كالوتد يعوض في هذه الطبقة اللينة فيمسك الأرض الصلبة من أن تضطرب من تحتنا بسبب لين ما تحتها.
      والله يذكر لنا هذه الحقيقة في القرآن الكريم قال تعالى: {والجبالَ أوتاداً(3)} [النبأ: 7].
      يقول تعالى: {وألقى في الأرض رواسي(4) أن تميد بكم(5)} [النحل: 15].
      3- وتبين من الخلال الكشف الطبي حقيقة، وهي أن الأعصاب التي تتألم بحريق النار وشدة البرد توجد في الجلد، مما يجعل الإنسان يتألم عند دخول إبرة الطبيب في منطقة الجلد فإذا غارت في اللحم تلاشي الألم.
      وقد أثبت القرآن الكريم أن الألم بالحرق يكون في الجلد.
      قال الله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم(6) ناراً كلما نضجت(7) جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً} [النساء: 56].
      4- ولقد كشف العلم الحديث أن في قاع البحار العميقة ظلمات شديدة حتى أن المخلوقات الحية تعيش في هذه الظلمات بدون آلات بصرية وإنما تعيش بواسطة السمع، وأن هناك موجاً داخلياً يغشى البحر وقد تمكن الباحثون من تصوير هذا الموج بالأقمار الصناعية. وتبين أن الموج السطحي المائل يشتت الضوء الذي يسقط عليه من أعلى فيكون بذلك ظلمة كما تفعل السحاب في منع بعض أشعة الشمس من النفاذ إلى أسفل.
      فكل هذه الأسرار قد ذكرها القرءان الكريم.

      قال الله تعالى: {أو كظلمات في بحر لجي(1) يغشاه(2) موج من فوقه موج من فوقه سحاب(3) ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} [النور: 40].
      فمن أعطى هذه الحقيقة المشاهدة لمحمد صلى الله عليه وسلم؟
      أفلا يدل ذلك على صدق نبوته؟
      5- وكشف العلم الحديث أن في النباتات جميعاً زوجية (ذكراً وأنثى) والقرآن الكريم قد ذكر هذا الأمر.
      قال الله تعالى: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها ممَّا تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} [يس: 36].
      6- وظهر للباحثين أن القمر كان مشتعلاً ثم انطفأ ومُحي ضوءه، فإن النور الذي يخرج منه في الليل ما هو إلا انعكاس من سراج آخر وهو الشمس.
      والله أوضح ذلك فقال تعالى: {وجعلنا الَّيل والنهار آيتين فمحونا(4) آية الَّيل(5) وجعلنا آية النهار(6) مبصرة(7) لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً} [الإسراء: 12].
      7- وكشف العلم الحديث: أن نجوم السماء لا تزال تُخلق، وأن مُدن النجوم يتباعد بعضها عن بعض وبهذا عرف أن السماء لا تزال تتسع.
      قال الله تعالى: {والسماء بنيناها بأيدٍ(8) وإنا لموسعون} [الذاريات : 47].
      8- واكتشف علماء النبات حقيقة وهي: أن الماء إذا نزل أخرج النبات، وأن النبات يُخرج مادة خضراء اللون هي التي تُصنَع فيها الحبوب والثمَار ومن هذه المادة الخضراء تخرج الحبوب والثمار.
      قال الله تعالى: {وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كلِّ شيء فأخرجنا منه خضراً(9) نخرج منه حباً متراكباً(10) ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون

والرمان مشتبهاً وغير متشابهٍ انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه(1) إن في ذلكم لآيات لقومٍ يؤمنون} [الأنعام: 99].
      9- كشف علم التشريح والأجهزة المكبرة في الآونة الأخيرة سير الطعام في الأنعام أي الإبل وتكوّن اللبن فيها فوجدوا أن الأنزيمات الهاضمة، تحوّل الطعام إلى فرث يسير في الأمعاء الدقيقة، حيث تمتص العروق الدموية (الخملات) المواد الغذائية الذائبة من بين ذلك الفرث فيسري الغذاء في الدم حتى يصل إلى الغدد اللبنية وهناك تمتص الغُدَد اللبنية المواد اللبنية التي سيكوَّن منها اللبن من بين الدم فيتكون اللبن الذي أخرج من بين فرث أولاً ومن بين الدم ثانياً.
      وقد نص القرآن الكريم على هذه الحقيقة، فقال الله تعالى: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرثٍ ودمٍ(2) لبناً خالصاً سائغاً للشاربين} [النحل : 66].
      10- توصل البحث العلمي إلى أن أصل السماء ونجومها وكواكبها هو الدخان، وما زال إلى الآن تتكون من بقايا الدخان النجوم.
      قال الله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11].
      11- وقد كشف العلماء حقيقة جديدة وهي أن الأرض انفصلت عن السماء، فكانت الأرض والسماء كتلة واحدة فحدث انفصال بعد ذلك.
      وكشف العلم الحديث أن سائل الماء أساسي لوجود الحياة فلا يوجد سائل على وجه الأرض يصلح أن يكون وسطاً صالحاً للتفاعلات الحيوية غير الماء قال الله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً(3) ففتقناهما(4) وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون} [الأنبياء: 30].
      12- تبين من خلال البحث العلمي أن لكل إنسان رسماً خاصاً لبنانه (لأطراف أصابعه) لا يشابهه رسم لبنان أي إنسان آخر، وقد استخدمت بصمات البنان في التعرف على الشخصية.
      فإذا أدركنا ذلك علمنا السر الذي اختفى طويلاً من معنى هذه الآية حيث يقول الله تعالى العليم الخبير لمن أنكر البعث: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوي(5) بنانه} [القيامة: 3 - 4] أي إن الله قادر على جمع العظام وزيادةً على ذلك على أن يجمع ما هو أكبر منه وأعظم وأدق وهو إعادة البنان بخطوطها التي يتميز بها كل إنسان بانفراده.

      فمن دلَّ محمداً على هذا الأمر الدقيق؟
      أليس هذا كله يدلل على أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدق بنبوته واستمرار معجزته؟
      وليعلم أن القرآن الكريم ليس كتاباً علمياً في الهندسة أو الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء أو غير ذلك وإنما هو كتاب هداية للناس أجمعين.
      ولكن وعد الله بأنه سيري الناس آياته في الآفاق وأنه سيعرفهم بها ولقد تحقق الوعد في مجال هذه الحقائق العلمية في زمن التقدم العلمي الذي كشف عن هذه الحقائق، وليعرف الناس صدق ما جاء في القرءان الكريم ليؤمنوا بأنه من عند الله الذي يعلم سرَّ السموات والأرض.
      قال الله تعالى: {قل أنزله الذي يعلم السرَّ في السماوات والأرض إنه كان غفوراً رحيماً} [الفرقان: 6].
      - ومن معجزاته(1) صلى الله عليه وسلم الكثيرة الواردة في الحديث الشريف.
      عن يزيد بن أبي عبيد قال: رأيت أثر ضربة في ساق سلمة بن الأكوع فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال: ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة. رواه البخاري.
      عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه" قال: فبات الناس يَدُوكون ليلتهم(2) أيُّهم يعطاها، فلما أصبح الناس غَدَوا(3) على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلُّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب" فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله، قال: "فأرسلوا إليه فأتوني به" فلما جاء بصق في عينيه ودعا له، فبرأ(4) حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: "أنفُذ على رِسلك(5) حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعَم(6)". رواه البخاري

      عن عبد الله قال: كنا نعدُّ الآيات(1) بركة(2)، وأنتم تَعُدُّونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسل في سفر فقلَّ الماء، فقال: "اطلبوا فَضَله(3) من ماءٍ" فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال: "حيَّ على الطَّهور(4) المبارك(5) والبركة على الله" فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا(6) نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكَلُ. رواه البخاري.
      وعن أنس رضي الله عنه قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزَّوراء(7)، فوضع يده في الإناء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة: قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء(8) ثلاثمائة. رواه البخاري.
      وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبراً؟ قال: "إن شئتم" فجعلوا له منبراً، فلمَّا كان يوم الجمعة دُفِع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه، تئنُّ أنين الصبي الذي يُسكَّن. قال: "كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذِّكر عندها" رواه البخاري.
      وعن سلمة بن الأكوع قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، فولَّى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا غَشوا(9) رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغَلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوهم فقال: "شاهت الوجوه(10)" فما خلق الله منهم إنساناً إلاَّ ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فولوا مدبرين فهزمهم الله، وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين. رواه مسلم.
      ومن أراد زيادة في معرفة مفردات معجزاته صلى الله عليه وسلم عليه أن يرجع إلى كتب الصحاح من الأحاديث النبوية الشريفة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة الموضوع

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More