خلقة الملائكة الأصلية:
قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ
وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ} [فاطر: 1].
هذه الآية تبين مظاهر قدرة الله تعالى وآثار قوته المشهودة في خلق
السماوات والأرض وفي خلق الملائكة العظام فجعلهم رسلاً في تنفيذ أوامره التكوينية
وفي تبليغ وحيه وأحكامه التشريعية، وزاد في خلقهم جمالاً وبهاءً وقوة فجعلهم أصحاب
أجنحة، فمنهم ذو جناحين ومنهم ذو ثلاثة أجنحة ومنهم ذو أربعة أجنحة ومنهم ذو أجنحة
أكثر من ذلك، لأنه سبحانه وتعالى يزيد في الخلق ما يشاء حسب ما تقتضيه الحكمة لأنه
على كل شيء قدير.
وفي هذه الآية إيماء إلى زيادة الحسن والجمال في خلق الملائكة عليهم
السلام وزيادتهم في القوة وأنهم في ذلك على مراتب متعددة.
تنبيهان مهمان:
تنبيه الأول: ما يصوره بعض الناس في الكتب أو اللوحات أو الصور المنفردة من صور
الملائكة على شكل فتيات ولهن أجنحة ويحملن بأيديهن آلات الموسيقى، فهذا لا يجوز
مطلقاً، ومن اعتقد ذلك أدَّاه إلى الكفر، وكذلك لا يجوز تعليق هذه الصور في البيوت
أو السيارات أو أي مكان بل يجب تنحيتها ومحو الصورة أو
إتلافها.
التنبيه الثاني: أن أجنحة الملائكة المذكورة في الآية، هي أجنحة لا نستطيع أن نتصور
كيفيتها على حقيقتها لأننا لم نرَ الملائكة أصلاً كما هي. فلا يجوز تشبيه أجنحتهم
بأجنحة الحيوان الطائر كالنسر وغيره، فهذا تشابه في الأسماء لا في حقيقة الخلقة.
وحسبنا أن نعتقد أن الملائكة ذووا أجنحة كما ذكر القرآن
الكريم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق