الإعجاز العلمي للقرآن في الطيور
|
قال تعالى
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ
وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41)
قال تعالى :
(أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي
جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:79).
لقد أشارت
هاتان الآيتان إلى ناحيتين من نواحي الإعجاز العلمي في القرآن في قوله صافات في
سورة النور و التي تشير إلى تثبيت الطير لجناحيه وعدم تحريكهما أثناء الطيران و ذلك
من أجل الاستفادة من التيارات الهوائية و التي سوف نتناولها بشيء من التفصيل ..
و قوله
مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله و هي تشير إلى الأنظمة التي خلقها الله في
جسم الطائر و في الهواء والتيارات الهوائية التي تمكن الطائر من الطيران في
الجو.
و سنتناول
في هذا البحث تلك الأنظمة المعقدة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للطير:
بنية ريش الطائر:
الريش من
أكثر النواحي الجمالية التي يتمتع بها الطير ، و تدل عبارة "خفيف كالريش" على كمال
البنية المعقدة للريش .
تتكون الريش
من مادة بروتينة تدعى كيراتين و الكيراتين مادة متينة تتشكل من الخلايا القديمة
التي هاجرت من مصادر الأكسجين و الغذاء الموجود في الطبقات العميقة من الجلد و التي
تموت لتفسح المجال أمام الخلايا الجديدة .
إن تصميم
الريش تصميم معقد جداً لا يمكن تفسيره على ضوء العملية التطورية ، يقول العالم آلان
فيديوسيا عن ريش الطيور : " لها بنية سحرية معقدة تسمح بالطيران بأسلوب لا يمكن أن
تضمنه أي وسيلة أخرى [1].
و يقول عالم
الطيور فيديوسيا " إن الريش هو بنية متكيفة بشكل مثالي تقريباً مع الطيران لأنها
خفيفة ، قوية و ذات شكل منسجم مع الديناميكية الهوائية ، و لها بنية معقدة من
الخطافات و القصبات" [2]
لقد أجبرت
هذه الرياش تشارلز داروين نفسه على التفكير بها ، بل لقد جعله ريشة الطاووس مريضاً
( حسب قوله ) .
لقد كتب إلى
صديقه أز غري في الثالث عشر من نيسان 1860 : "أتذكر تماماً حين كان الشعور بالبرودة
يجتاحني ما أن تخطر ببالي العين ، إلا أنني تغلبت على هذا الآن ..
ثم يتابع :
" ... و
الآن عندما أفكر بجزئيات البنية أشعر بعدم الارتياح ، إن منظر ذيل الطاووس ورياشه
يشعرني بالمرض[3]
القصيبات و الخطافات :
عندما يقوم
أحدنا بفحص ريش الطائر تحت المجهر ستصيبه الدهشة ، و كما نعرف جميعاً هناك قصبة
رئيسية لباقي الرياش يتفرع عن هذه القصيبة الرئيسية المئات من القصيبات في كلا
الاتجاهات ، وتحدد هذه القصيبات ـ المتفاوتة الحجم و النعومة ـ الديناميكية
الهوائية للطائر ، و تحمل كل قصبة الآلآف من الخيوط و التي تدعى القصيبات ، وهذه لا
يمكن رؤيتها بالعين المجردة و تتشابك هذه القصيبات مع بعضها بواسطة شويكات خطافية ،
و تكون طريقة اتصالها بمساعدة هذه الخطافات بشكل يشبه الشكل الذي يرسمه الزالق
المسنن " السحاب " .
على سبيل
المثال : تحتوي ريشة رافعة واحدة على 650 قصبة على كل جانب من جانبي القصبة
الرئيسية ، ويتفرع ما يقارب 600 قصيبة عن كل قصبة ، و كل قصيبة من هذه القصيبات
تتصل مع غيرها بواسطة 390 خطافاً . تشابك الخطافات مع بعضها كما تتشابك أسنان
الزالق على جانبيه ، تتشابك القصيبات بهذه الطريقة بحيث لا تسمح حتى للهواء المتسب
عنها باختراقها ، إذا انفصلت بهذه الطريقة لأي الأسباب ، فيمكن للطائر أن يستعيد
الوضع الطبيعي للريشة إما بتعديلها بمنقاره ، أو بالانتفاض.
على الطائر
أن يحتفظ برياشه نظيفة مرتبة وجاهزة دائماً للطيران لكي يضمن استمراره في الحياة ،
يستخدم الطائر عادة الغدة الزيتية الموجودة في أسفل الذيل في صيانة رياشه . بواسطة
هذا الزيت تنظف الطيور رياشها و تلمعها ، كما أنها تقيها من البلل عندما تسبح أو
تغطس أو تطير في الأجواء الماطرة .
تحفظ الرياش
درجة حرارة جسم الطائر من الهبوط في الجو البارد ، أما في الجو الحار فتلتصق الرياش
بالجسم لتحتفظ ببرودته [4].
أنواع الريش :
تختلف وظائف
الرياش حسب توزيعها على جسم الطائر فالرياش الموجودة على الجسم تختلف عن تلك
الموجودة على الجناحين و الذيل . يعمل الذيل برياشه على توجيه الطائر و كبح السرعة
، بينما تعمل رياش الجناح على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران لزيادة قوة
الارتفاع عندما ترفرف الأجنحة متجهة نحو الاسف تقترب الرياش من بعضها لتمنع مرور
الهواء ، و لكن عندما تعمل الأجنحةعلى الاتجاه نحو الأعلى تنتشر الرياش متباعدة عن
بعضها سامحة للهواء بالخلل [5] .
تطرح الطيور
رياشها خلال فترات معينة من السنة لتحتفظ بقدرتها على الطيران ، وهكذا يتم استبدال
الرياش المصابة أو الرثة فوراً .
رياش الآلة الطائرة :
يكتشف
المدقق في أجسام الطيور أنها خلقت لتطير لقد زُود جسمها بأكياس هوائية و عظام
مجوفة للتخفيف من وزن الجسم و بالتالي من الوزن الكلي . وتدل الطبيعة السائلة
لفضلات الطائر على طرح الماء الزائد الذي يحمله جسمه، أما الرياش فهي خفيفة جداً
بالنسبة إلى حجمها .
لنمض مع هذه
البينات المعجزة لجسم الطائر فنتناولها الواحدة تلو الأخرى .
1. الهيكل العظمي :
إن القوة
التي يتمتع بها جسم الطائر في غاية الانسجام مع بنيته و احتياجاته على الرغم من
تركيبة عظامه المجوفة و ذلك من أجل تخفيف وزنه ليمكنه هذا من سهولة الطيران . على
سبيل المثال : يبذل طائر البلبل الزيتوني الذي يبلغ طوله 18 سم ضغطاً يعادل 68.8 كغ
لكسر بذرة الزيتون، تلتحم عظام الكتفين والفخذين والصدر مع بعضهما عند الطيور و هو
تصميم أفضل من ذلك الذي تملكه الثديات ، وهو يبرهن على القوة التي تتمتع بها بنية
الطائر . من المميزات الأخرى التي يتمتع بها الهيكل العظمي للطائر ـ كما ذكرنا
سالفاً ـ أنه أخف من الهيكل العظمي الذي تمتلكه الثديات .
على سبيل
المثال : يبلغ الهيلك العظمي للحمامة 4.4 % من وزنها الإجمالي بينما يبلغ وزن عظام
طائر الفرقاط (طائر بحري ) 118 غراماً أي أقل من وزن رياشه .
ـــــــــــــــــــ
[1] Douglas Palmer, "Learning to Fly" (Review of
“The Origin of and Evolution of
Birds” by Alan Feduccia, Yale
University Press, 1996), New
Scientist, Vol. 153, March, 1 1997, p.
44
[2] A. Feduccia, The Origin and Evolution of Birds, New
Haven, CT: Yale University Press, 1996, p. 130 cited in Jonathan D. Sarfati,
Refuting
Evolution.
[3] University Press, 1996, p. 130 cited in
Jonathan D. Sarfati, Refuting
Evolution. Charles Darwin to Asa Gray, April
3rd, 1860
[4] Hakan Durmus, "Bir Tüyün Gelismesi" (The Development of a
Feather), Bilim ve Teknik
(Journal of
Science and Technology), November 1991, p.
34.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق