قال تعالى :
(لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ
الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ) (يّـس:40)
.
نعلم أن في
المجموعة الشمسية ثمانية كواكب غير منيرة تدور حول الشمس : أصغرها عطارد ثم المريخ
ثم الزهرة ، فالأرض فارونوس فنبتون فزحل فالمشتري ، ثم بلوتوا الذي كشفوه منذ أكثر
من أربعين عاماً ( و هو كوكب شاذ في صغر حجمه و في بعده عن الشمس فلا يصلح أن يكون
سبباً قاطعاً لإبطال النسبة العجيبة التي سأذكرها عن بعد الكواكب من الشمس )
.
هذا في ترتيب
أحجامها ، و أما بعدها عن الشمس فالكواكب تأتي على ترتيب آخر : فأقربها عطارد الذي
يبلغ متوسط بعده عن الشمس 36 مليون ميل ، ثم الزهرة و متوسط بعدها 67 مليوناً ،
فالأرض و متوسط بعدها 93 مليواناً ، فالمريخ و بعده مليوناً ، فالمشتري و بعده 484
مليوناً ، فزحل 887 مليوناً ، فأورانوس و بعده 1782 مليوناً ، و نبتون و متوسط بعده
عن الشمس 2792 مليوناً من الأميال .
و ما ذكرت لك
هذه الأحجام و الأبعاد إلا لأعرفك بشيء أنت تعرفه ، أو تستطيع أن تعثر عليه في أبسط
كتب الفلك ، وإنما ذكرتها لأعرفك بما تنطوي عليه هذه الأبعاد من نسب مقدرة تدهش
العقول فقد كشف العلماء أن أبعاد هذه السيارات عن الشمس جارية على نسب مقدرة و
مطردة تسير وفق (9) منازل :
أولها ( الصفر
) ثم تليه ثمانية أعداد تبدأ بالعدد (3) ثم تتدرج متضاعفة هكذا :
( 3ـ 6 ـ 12ـ 24 ـ48ـ 96ـ 192 ـ384)، فإذا أضيف إلى كل
واحد منها العدد (4) ثم ضرب حاصل الجمع بتسعة ملايين ميل ، ظهر مقدار بعد السيارة
التي في منزلة العدد عن الشمس ، أي أنه بإضافة (4) إلى كل منزلة تصبح المنازل
التسع هكذا ك (4ـ 7ـ10 ـ28ـ100ـ196ـ388).
فإذا أخذنا أعداد المنازل هذه و ضربنا كل عدد منها بتسعة
ملايين يظهر لنا بعد السيارة التي هي في منزلة ذلك العدد عن الشمس
.
فعطارد مثلاً يبلغ متوسط بعده عن الشمس(36) مليون ميل كما
سبق القول ، و بما أن منزلته في البعد هي الأولى فيكون رقمها (4) فإذا ضربنا
4×9000000يكون حاصل الضرب (36) مليون ميل . و هكذا تسير النسبة في بعد كل سيار عن
الشمس مع فروق مختلفة قليلة .
و لكنهم رأوا كيف تكون المنازل التي اكتشفوها في تفاوت
الأبعاد تسع منازل في حين أن الكواكب المعروفة ثمانية .
فقد وجدوا أن منزلة العدد (28) ليس فيها كوكب ، بل يأتي
بعد المريخ صاحب العدد(16) ، كوكب المشتري الذي هو صاحب العدد (52 )
.
فما هو السر في هذا الفراغ ؟ إما أن تكون النسبة التي
اكتشفوها غير مطردة وإما أن يكون هنالك كوكب غير منظور في مرتبة العدد (28) على
252 مليون ميل عن الشمس ، أي بين المريخ و المشتري .
و من عجائب النظام الباهر أنهم وجدوا أخيراً في هذا الفراغ
الشيء الذي قدّروا أنه لابد من وجوده . و لكنهم لم يجدوه كوكباً كبيراً بل وجدوا
كويكبات صغيرة كثيرة تدور كلها في الفراغ المذكور الذي بين المريخ و المشتري أي في
نفس المنزلة التي حسبوها من قبل فارغة .
فهل هذا التناسب في مواقع النجوم و أقدارها ، و مواقع
الكواكب و أبعادها ، كله أثر من آثار المصادفة العمياء ...
عن
كتاب قصة الإيمان تأليف الشيخ : نديم الجسر ص 307 308 بتصرف .ط . دار الهجرة
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق