مملكة النحل |
قال تعالى
: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي
مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا
شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً
لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} [سورة النحل ] .
تمهيد :لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز النحل كما سما الله سورة كاملة باسم سورة النحل فالله سبحانه وتعالى يريد أن يلفت انتباهنا إلى عظمة هذا المخلوق الصغير والذي تتجلى فيه قدرة الله تعالى .الإعجاز العلميتدل الآيات إلى عدة نواحي علمية منها :
1.
أن هناك فصائل برية من النحل تسكن الجبال وتتخذ من مغاراتها
مأوى لها، وأن منه سلالات تتخذ من الأشجار سكناً بأن تلجأ إلى الثقوب الموجودة في
جذوع الأشجار وتتخذ منها بيوتاُ تأوي إليها، ولما سخر الله النحل لمنفعة الإنسان
أمكن استئناسه في حاويات من الطين أو الخشب و لقد تبين لعلماء الحشرات أن النحل
يقوم بهذا السلوك بشكل فطري أي لا نتيجة معارف مكتسبة و هذا مصداق لقوله
تعالى وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ
فالإيحاء هو الإعلام بخفاء و هذا لا يتم إلا من خلال خالقها الله سبحانه و تعالى .
كذلك تبين أن النحل تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار،
ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في
المناحل تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، و ذلك من خلال ما حباها الله من
حواس متطورة من بصر و شم و هذا ما سوف نعرج عليه لاحقاً و هذا مصداق لقوله تعالى
فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً أي
سيري في السبل التي ذللها الله لك من خلال ما و هبك الله من الحواس المعقدة و علمك
من المهارات والغرائز.
حواس النحل :
قال تعالى : (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ
ذُلُلاً ) لقد زود الله سبحانه وتعالى النحلة بحواس تساعدها في رحلة
الاستكشاف لجمع الغذاء فهي مزودة بـ :
1.
بحاسة شم قوية عن طريق قرني الاستشعار في
مقدمتها.
2.
وبعيون متطورة يمكنها أن تحس بالأشعة فوق
البنفسجية، لذلك فهي ترى ما لا تراه عيوننا، مثل بعض المسالك والنقوش التي
ترشد وتقود إلى مختزن الرحيق ولا يمكننا الكشف عنها إلا بتصويرها بالأشعة فوق
البنفسجية.
عيون النحل
وللنحل
نوعان من العيون :
1. العيون المركبة :
وهما اثنتان
تقعان على جانبي رأس النحلة، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية .
وهي سداسية الأضلاع، وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون
النحلة خارج الخلية . ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الإنسان
باستثناء اللون الأحمر . إضافة إلى كونها حساسة للأشعة فوق البنفسجية . وتضم العين
المركبة في الذكر ضعف عدد الوحدات البصرية التي تؤلف عين الشغالة . ولذلك يلاحظ أن
عيني الذكر ضخمتان جدا، وهذا ما يتيح للذكر إمكانية متابعة الملكة خلال رحلة طيران
الزفاف الملكي .
2. العيون البسيطة :
وعددها ثلاث
تحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية
. فليس لدى النحل نظارات كما يستخدمها الإنسان للبعيد والقريب، ولكن الله خلق فيها
نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .
(هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ
بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (لقمان:11).
حاسة الذوق
و بحاسة ذوق متطورة يمكنها أن
إذا حطت على رحيق أحد الأزهار أن تتزوقه وتحدد نسبة الحلاوة أو السكريات في هذا
الرحيق مقابل الماء .
الجدوى
الاقتصادية؟؟؟؟
و في رحلة
العودة تهتدي النحلة إلى مسكنها بحاستي النظر والشم معاً . أما حاسة الشم فتتعرف
على الرائحة الخاصة المميزة للخلية . وأما حاسة الإبصار فتساعد على تذكر معالم رحلة
الاستكشاف، إذ يلاحظ أن النحل عندما تغادر البيت تستدير إليه وتقف أو تحلق أمامه
فترة وكأنها تتفحصه وتتمعنه حتى ينطبع في ذاكرتها، ثم هي بعد ذلك تطير من حوله في
دوائر تأخذ في الاتساع شيئاً فشيئاً فتقوم بذلك بحفظ مكان البيت حتى يتسنى لها
العودة إليه بسهولة وهذا مصداق قوله تعالى ( فَاسْلُكِي
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً )(النحل: من الآية69) أي سيري في الأرض بين الأزهار باحثة
عن الرحيق بما سخر لك الله سبحانه من الحواس والأعضاء التي تعينك على خلقت من أجله
.
لغة النحل:
و لعل اغرب
ما اكتشفه العلم الحديث في عالم الحشرات هو أن للنحل لغة خاصة يتفاهم بها وذلك عن
طريق الرقص وعن طريق استعمال الفورمون كرسالة
كيمائية .
لغة التفاهم :
كما أن
للإنسان لغة تفاهم وهي النطق فقد وهب الله سبحانه وتعالى للنحل لغات خاصة يتم من
خلالها التفاهم ومن هذه اللغات :
لغة الرقص
يرى فون فريش، ومساعدوه بعد بحوث اتصلت أكثر من نصف قرن من الزمان، أن النحل يقوم
بالتفاهم مع النحلات وإخبارها بمكان تواجد مكان الرحيق من خلال الرقص [1].
وقد أيده في ذلك باحثون آخرون، حتى أن أحدهم أتقـن فهم أسرار تلك اللغة
الغريبة، فكان يفك ألغاز رقص النحلة المستكشفة ويترجمها إلى اتجاه محدد ومسافة
محسوبة، ومن ثم يستطيع أن يبلغ الغـذاء الذي كانت تنبأ بموضعه !
فعلى سبيل
المثال: إن كان الرقص على خط مستقيم فوق الخلية فمعنى ذلك أن مكان الأزهار في اتجاه
الشمس تماما
أما إن كانت
الأزهار في الاتجاه المعاكس لجهة الشمس، تخط النحلة المخبرة خطا مستقيما في الاتجاه
المعاكس تماماً.
انظروا !
فالنحلة الآن ترقص إلى جهة اليمين تماماً، وهذا يظهر أن منبت الأزهار يوجد على
زاوية 90 درجة مئوية من الجهة اليمنى.
أما هذه
النحلة فتعرّف لزميلاتها بزاوية 45 درجة من الجهة اليسرى للشمس.
ثمة سؤال :
النحلة تعرّف الجهة وفقاً للشمس، غير أن حركة الشمس دائبة، في كل أربع دقائق تميل
إلى جهة الغرب بمقدار درجة واحدة، ويتوقع أن تقع النحلة في الخطأ، لكن يتبين أن
النحل تحسب حركة الشمس هذه أيضا فعند تعريف النحلة المخبرة الجهة لزميلاتها لا تنسى
أن تضع فرق حركة الشمس في حسابها فكلما مر أربعُ
دقائقَ تميل درجة
إلى جهة الغرب في الزاوية التي حددتها بفضل هذا الحساب الدقيق تهتدي النحلة إلى
جهتها دون أي خطأ.
النحل
المخبرة لا تخبر عن جهة الأزهار فحسب، بل تخبر عن المسافة أيضاً، فمدة الرقص
وعدد الاهتزازات تُعلم النحلات الأخرى المسافة بدقة، وهي بعد حساب المسافة تخرج وقد
تزودت الغذاء الكافي.
أقيمت في
كاليفورنيا بأمريكا
اختبارات عن خصائص النحل المدهشة: في الاختبار وُضعت
ثلاثةُ أواني
مملوءة بالماء المحلى، وتركت في ثلاث أماكن متفرقة، بعد مدة كشفت النحلات المخبرة
مكان هذه المصادر.
النحلة التي
وصلت إلى الإناء الأول عُلّمت بنقطة(0)، والتي وصلت إلى الثاني عُلّمت بمستقيم(-)،
وأما التي وصلت إلى الإناء الثالث فعُلّمت بإشارة الجمع(+)
لوحظ بعد
دقائق أن النحلات في الخلية تابعت النحلات المخبرة واتنبهت إليها بدقة، فوضع
العلماء إشارة النقطة على النحل التي كانت تتابع النحلة المعلَّمة بالنقطة، وعلّموا
النحل المتابعة للنحلة المخبرة بعلاماتها، وبعد دقائق وصلت إلى الإناء الأول
المعلمات بالنقطة، وللإناء الثاني المعلمات بمستقيم، وللإناء الثالث المعلمات
بإشارة الجمع، وهكذا ثبت أن النحلات في الخلية اهتدت إلى جهتها اعتمادا على النحلات
المخبرة.
كل هذا
الكلام حقائق تتطلب التفكر فيها بدقة، ترى كيف ظهر التنظيم بين النحل بشكل
لا يصدق؟ لماذا تقوم بمهمة المخبر حشرة صغيرة ليس لها عقل واعي ولا
إدراك؟ كيف تفكر بالبحث عن مصدر الغذاء وتخبره لزميلاتها؟ ولو فكرت بهذا ؟ كيف
استطاعت تطوير تقنية الرقص الذي تخبر به عن مصدر الغذاء ومسافته أيضاً؟
كيف استطاعت
النحلات في الخلية أن تفهم معنى حركات جسم النحلة المخبر وارتعاشاته؟
ليـس هذا وحسب، بل إن فون فريش قد
اهتـدى إلى أن لأنواع النحـل وسلالاته "لهجات "
من تلك اللغة الفريدة، فنحلة العسل القـزمة، مثلاً ( وهي نوع غير النحل المستأنس )
ترقص علـى سطح أفقـي، ومن ثم يكون خط اتجاه الشمس موازياً لخط الشرق والغرب، لا
مطابقاً لخط الجاذبية العمودي كما ذكرنا .
كذلك السلالة النمسوية من النحل المستأنس، لا تؤدي رقص الاهتزاز إلا بعد
أن يتجاوز موضع الغذاء نحو ثلاثمائة متر بعيداً عن الخلية، أما السلالة الإيطالية
فإنها تؤدي رقصة خاصة، تسمى الرقصة المنجلية، للدلالة على الأبعاد المتوسطة بين
رقصتي الدوران والاهتزاز ![2].
لغة الفورمون :
لقد أكتشف علماء الحشرات أن النحل يستخدم بعض المواد الكيميائية كرسائل
يتم إرسالها من خلال إفراز مواد تدعى الفورمون تنتج من غدد في جسم النحل يتم
إستقبالها بوساطة حاسة الشم الحساسة لدى النحل ومن أبرز من أيد هذه النظرية هو عالم
الحشرات فنر وبعض معاونيه _ وعلى الأخص جونسون [3]_يعتبرون أن النحلة تعتمد أساساً على الروائح كلغة للتفاهم فيما بينها،
وقاموا بإجراء سلسلة من التجارب استنتجوا منها، أن النحل عندما يتجمع حول النحلة
الراقصة يلتقط منها مجموعتين من الروائح : رائحة الغذاء وروائح الموضع المحيط
بالغذاء .
وهـذه الروائح تعلق بجسم النحـلة عند ارتيادها للمكان الـذي اهتدت إليه،
وعلى الأخص على الشعيرات المنتشرة على جسمها، ويلتقـط النحل المتجمع حولـها هذه
الروائح عندما يتحسسها بقرني الإستشعار (وهمـا عضوا الشم، كما ذكرنا).
هذا فضلاً عن أن النحلة الراقصة تتوقف بين الفينة، والفينة لتمج من فيها
عينات من الرحيق تتذوقها العاملات المحيطات بها، ومن ثم يعرفن رائحة الغذاء وطعمه
أيضاً .
ويضاف إلى هذا وذاك، أن النحلة المستكشفة تترك رائحة جماعاتها في المكان
الذي ترتاده وتجد فيه منتجعاً طيباً لها ولأهلها، كما أنها تبرز غدة خاصة للرائحة
في جسمها كي تنتشر الرائحة في المكان، وعلى الأخص إذا لم يكن للغذاء رائحة مميزة
بارزة ( وسبحان الذي خلق فسوى وقدر فهدى ! .
وعلى هذا كان فير وجونسون [4]يعتقدان أن النحل بعد أن يعرف ما يعرف من النحلة المستكشفة ينطلق مع
الريح " متشمماً " طريقه إلى موضع الغذاء … وتجمع النحل هناك يعتبر إشارة إضافية
إلى أفراد أخرى تنضم ،إلى جماعة العاملات المجتنيات .
ولكن فنر [5]رجح عام 1971 أن يكون لروائح المكان ( لا روائح الغذاء ) الأهمية
الأولى، وهذا ما يشار إليه باسم " نظرية العشيرة
" أو الجماعة يرجع فيها أهمية خاصة، إلى طيران النحل في أسراب فهذا يساعد
على اشتراك النحل الطائر مع بعض الأفراد المستكشفة في الاهتداء إلى المنتجع
مسترشداً، بروائح مختلفة من الغذاء والموقع !
2.
ثم يقول سبحانه وتعالى : ( يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ
أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ) وقد أثبت
العلم أن اختلاف كل من تركيب التربة والمراعي التي يسلكها النحل يؤثر تأثيراً
كبيراً في لون العسل، فالعسل الناتج من رحيق أزهار القطن ـ مثلاًـ يكون قاتماً،
بخلاف عسل أزهار البرسيم الذي يكون فاتح اللون، وعسل شجر التفاح ذي اللون الأصفر
الباهت، وعسل التوت الأسود ذي اللون الأبيض كالماء، وعسل أزهار النعناع العطري ذي
اللون العنبري، وغير ذلك .
يقول د. محمد على البنبي –أستاذ علم
النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس- في كتابه "نحل العسل في
القرآن والطب": إن
هذه الآية بترتيب كلماتها التي وردت فيها، وبما توصل إليه
العلم الحديث، لا تدل على أن المقصود منها هو العسل فقط؛ بل إن
المقصود هو كل ما
يخرج من جسم النحل من: عسل، وشمع، وسم، وغذاء ملكي، وقد ثبت
لكل منها فوائد علاجية من أمراض مختلفة، ويرجع الفضل في اكتشاف
العديد من الحقائق
عن النحل إلى القسيس الأمريكي "لنجستروث" الذي درس حياة
النحل وسلوكه من عام (1851م)، ثم صار العلاج بأشربة النحل Apitherapy أحد العلوم
المعتمدَة حديثًا، وفي السطور التالية نتكلم عن الأشربة
التي ينتجها النحل، والخصائص الشفائية لكل منها.
أ. العسل :
العسل والتئام الجروح:
كان قدماء المصريين ينصحون بتغطية
الجروح بقماش قطني مغموس بالعسل لمدة أربعة أيام، وقد جربها
حديثًا الجراح
البريطاني د: "ميخائيل بولمان" بمستشفي نورفولك – نورويتش
بإنجلترا؛ حيث أتى العسل بنتائج مذهلة في تضميد جرح ناتج عن
استئصال ثدي بسبب
تسرطنه مما أدى إلى تشكل جرح متكهف وعميق ومتقرح؛ فتحسن الجرح
بسرعة فائقة بعد استعمال العسل؛ حيث إن احتواء العسل على عناصر
غذائية يلعب دورًا
واضحًا في التشكل السريع للأنسجة النامية، كما إنه يعمل على
تهدئة الجروح الملتهبة والمتقيحة بطيئة الالتئام، كما يستعمل
العسل كذلك في
حالات الإصابة بالرصاص؛ حيث إن العسل يزيد كمية إفراز
"الجلوتاثيون" في الجرح مما يساعد في عمليات التأكسد والاختزال
وينشط نمو الخلايا
وانقسامها؛ فيسرع بالشفاء، ويسرع العسل من التئام الجروح
خاصة إذا أُخِذَ عن طريق الفم.
كما يستعمل العسل كمهدئ للأعصاب وضد
السعال والأرق والتهاب الشعب الهوائية والمغص وتقلص
العضلات.
العسل والأطفال:
ينصح كثير من الأطباء الطفل الذي لا
يستطيع التحكم في عضلات المثانة البولية بعد سن 3 سنوات بتناول
ملعقة عسل قبل
النوم حيث يجذب العسل سوائل الجسم؛ فيريح الكلى في أثناء
الليل؛ حتى يتعود الطفل على عدم التبول ليلاً، بل إن كبار السن
ينصحون بتناول
العسل قبل النوم لوقايتهم من النهوض في الساعات المبكرة
للتبول.
وفي إحدى مستشفيات أسبانيا أُجريت
تجربة على (30) طفلاً لمدة (6) شهور وقُورِنوا بعدد مماثل من
الأطفال يأخذون
الغذاء العادي؛ فظهرت زيادة في الوزن، وزيادة في عدد الكرات
الدموية الحمراء، وزيادة في الهيموجلوبين، وزيادة في الكائنات
النافعة بالأمعاء،
علاوة على قدرة تحمل غير عادية بالنسبة للأطفال الذي يأخذون
العسل، وينصح الأطفال في حالة إصابتهم بالأنيميا بإضافة ملعقة
عسل صغيرة أو
اثنتين إلى وجبة الطفل، كما وُجِدَ أن العسل يساعد على تحسن
نمو العظام والأسنان.
وعند إصابة الجهاز الهضمي بالقرحة
ينصح بتناول العسل مذابًا في الماء الدافئ وقد نشر د. "سالم نجم"
في مؤتمر الطب
الإسلامي عام (1982) أن العسل أفاد في علاج الإسهال المزمن
غير المعروف السبب.
كما نصح "داود الإنطاكي" في القرن
السادس عشر باستعمال عسل النحل لعلاج مرضى الصفراء وتسمم الكبد،
وثبت في مستش في
جامعة بولونيا بإيطاليا أن للعسل تأثيرًا مقويًّا لمرضى
الكبد، كما أن خليط العسل والليمون وزيت الزيتون يفيد في حالات
أمراض الكبد
والحوصلة المرارية.
العسل والحساسية والجهاز التنفسي والروماتيزم:
أعلن دكتور "وليام بيترسون" إخصائي
أمراض الحساسية بجامعة "أيوا الأمريكية" أنه قام بمعالجة (22)
ألفَ مريضٍ
بالحساسية بمقدار ملعقة يوميًّا من عسل النحل الخام، وأكد العسل
فاعليته في (90%) من الحالات وفي حالات الشعور بثقل الصدر
والسعال وخشونة
الصوت يفيد منقوع البصل مع العسل في جلي الصدر، وكذلك في علاج
السعال الديكي.
وكما أثبتت التجارب الطبية أن مزج
العسل بالمواد الغذائية الخالية من فيتامين ك يظهر فعالية مؤكدة
ضد النزيف.
كما أثبت العسل فاعلية في حالة
التهاب الأعصاب والروماتيزم، والتهاب المفاصل، وفي حالة التهاب
الشعب الهوائية،
وفي حالة شلل الأطفال تؤخذ ملعقتان من العسل مع كل وجبة حيث
يرفع نسبة الكالسيوم في الدم.
العسل وتسمم الحمل:
تظهر على كثير من السيدات الحوامل في
الثلث الأخير من الحمل الأول بعض الأعراض المرضية مثل: انتفاخ
الجسم، وارتفاع ضغط
الدم، وزيادة الزلال في البول وازدياد نسبة اليوريا في
الدم، وترجع هذه الأعراض إلى نقص مادة "بروستاجلاندين" في الدم،
ومع تناول
السيدة الحامل للعسل صباحًا ومساءً يؤدي إلى تأثيره المهدئ
وإدراره للبول بالإضافة إلى احتوائه على الدهنيات الفوسفورية
الأساسية لمادة
"البروستاجلاندين".
العسل والجلد:
وفي بعض
الدول الأوروبية يقوم الريفيون
بربط أماكن الحروق والجروح والتسلخات بأشرطة من القماش
المدهون بالعسل.
وأثبتت
حادثة واقعية لطفل انسكب عليه كوب من
الشاي المغلي أدى إلى التهاب جلد الصدر والبطن، ومع دهانه
سريعًا بالعسل المتجمِّد؛ في الصباح بعد الكشف عن أماكن الحرق تبين
أن السطح
البطني للجسم أبيض عاديّ، كأن لم يصبه شيء مع ظهور فقاعة بحجم
حبة العنب في أعلى الصدر ممتلئة سائلاً يبدو أنها كانت قليلة
الالتهاب؛ فلم تُرَ،
ولم تُدهَن بالعسل، ومع المقارنة بين السطحين تبين المفعول
الأكيد للعسل.
وفي الطب
الروسي الشعبي كانت تُستعمَل
لبخة العسل المخلوط بالدقيق لعلاج الخراريج السميكة التي تصيب
الأكف والأقدام وكذلك سل الجلد.
والعسل
يُعتبَر من مصادر الجمال؛ فكان
يُستخدَم كمحلول للوجه مع اللبن؛ حيث يغذي العسل الجلد ويزيده
بياضًا ونعومةً، ويقيه من الميكروبات، كما يعمل العسل على شدِّ
الجلد المرتخي
والمتشقق، والشفتين فينصح بخلط (30) جرامًا من العسل + (30)
جرامًا من عصير الليمون + (15) جرامًا من ماء الكولونيا. ويعتبر
العسل وعصير
الليمون أحسن المواد لعلاج ضربة الشمس وتهيج وتبقع
الجلد.
العسل والعيون:
وبالنسبة
لأهمية العسل للعين، ففي عام (1981)
أشار د. "محمد عمارة" - رئيس قسم طب العيون بجامعة المنصورة
- إلى نجاح العسل في علاج التهاب القرنية، وعتمات القرنية المترتبة
عن الإصابة
بفيروس الهربس، والتهاب وجفاف الملتحمة، وينصح بوضع العسل في
جيب الملتحمة الأسفل (2 – 3) مرات يوميًّا مثل وضع المراهم تمامًا،
وإن كان ذلك
ربما يؤدي إلى حدوث حرقان وقتي بالعين وانهمار الدموع؛ فإنه
سرعان ما يتلاشى وتتحسن الحالة بنسبة ( 85[6]%).
ب- الغذاء الملكي [Royal Jelly]
الغذاء الملكي هو سائل أبيض اللون
يُسمَّى لبن النحل يشبه اللبن الكثيف أو القشدة، تفرزه الشغالات
لتطعم به الملكة
واليرقات. والغذاء الملكي هو الذي يحدد مستقبل اليرقات
المؤنثة؛ فإذا غذيت عليه طيلة الطور اليرقي خمسة أيام؛ فستصبح
الملكة طويلة
ورشيقة ومبايضها كاملة خصبة، وإن غذيت عليه لمدة ثلاثة أيام فقط،
واستكمل غذاؤها بحبوب اللقاح المعجون بالعسل (خبز النحل) أصبحت
شغالة عقيمة،
مبايضها ضامرة.
ولا يقتصر أهمية الغذاء الملكي على
أنه أكثر قيمة غذائية من لبن الثدييات، بل يزيد أنه ذو تركيب خاص
يجعله يتمثل
بأكمله في الجسم، ويمر في الدم بدون حاجة إلى عمليات الهضم،
بالإضافة إلى احتوائه على كثير من المواد السكرية والبروتينية
والدهنية والعناصر
المعدنية والفيتامينات، ومواد أخرى لم يُقَّدر بعضها حتى
الآن.
وثبت أن الغذاء الملكي يعمل على
تنشيط أعضاء الجسم ويزيد سرعة التحول الغذائي، ويشفي حالات
الإرهاق والهبوط،
وينشط الغدد، ويؤدي إلى زيادة النشاط الجنسي، سواء كان الضعف
ناجمًا بسبب السن أو بمسببات أخرى.
أما فوائد الغذاء الملكي الطبية للإنسان :
1. يفيد الأطفال في تحسين الشهية وزيادة الوزن وتنظيم ضربات القلب
وزيادة مقاومتهم للأمراض المعدية.
2. أعطى نتائج مذهلة في علاج حالات القرح .
3. النساء اللواتي يتناولن غذاء الملكات في سن اليأس تختفي لديهم أعراض
اليأس ويصبحن قادرات على الانجاب مرة أخرى.
4. ينشط الغدد الصماء التي بدورها تنشط القوة الجنسية.
5. يحتوي غذاء الملكات على أسيتيل كولين الذي يوسع الأوعية الدموية
ولهذا يستعمل في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم.
6. يفيد في علاج أمراض القلب حيث أنه يخفض الكوليسترول في
الدم.
7. ينظم عملية التغيرات الكيميائية بالخلايا التي بها تؤمن الطاقة
الضرورية للعمليات والنشاطات الحيوية والتي بها تمثل المواد الجديدة للتعويض عن
المندثر منها.
8. له تأثير مدر للبول.
9. يستخدم أيضاً لمنع السمنة والتعب.
10. ينظم وظيفة الغدد الصماء.
جـ . ســم النحل:
مستحضر
بيولوجي معقد يؤثر على الجسم بأكمله ويزيد قدرته على المقاومة إذ يتركب من حمض
اللأيدروكلوريك والفورميك والأرثوفوسفوريك والكولسين والهستامين والتبوفان وفوسفات المغنسيوم والكبريت.
كما يحتوى رماده على آثار النحاس والكالسيوم وعلى نسبة كبيرة من البروتينات والزيوت
الطيارة وهى التي
تحدث الألم عند اللسع الذي تحدث تأثيره السام كأي مادة بروتينية تحقن في الجسم
.
فسمّ نحلةِ
هو تركيبُ معقّدُ من الإنزيماتِ والبروتيننانت وأحماض أمينية. وهو سائل عديم اللون،
قابل للذوبان في الماءِ. وهو في الحقيقة صنف من أصناف العقاقير، ويَوجد أكثر من
أربعة وعشرون منتج يحتوي على سّمِّ النحلةِ.
وقد ثبت بالتجارب أن معظم الذين يصابون بلدغ النحل " بسم النحل" فإنه
بمنجاة من الحمى الروماتيزمية ، وكذلك يشفي من حالات التهاب الأعصاب وعرق النسا،
وكذلك يفيد في بعض
الأمراض الجلدية مثل الطفح الدملي، ومرض الذئبة، وكذلك
علاج الملاريا.
و هناك خير
ورد في صحيفة الجزيرة العدد:10498 تاريخ
الثلاثاء 5 ,ربيع الثاني 1422 أفاد أن
لأطباء الكوبيون يستخدمون لدغة النحل لعلاج التهاب المفاصل .
قام بكتابة هذه البحث فراس نور الحق
المصادر:
"نحل العسل في
القرآن
والطب" د.
محمد على البنبي –أستاذ علم النحل بكلية الزراعة جامعة عين شمس.
موقع إسلام أون
لاين .
موقع مملكة النحل
على شبكة الإنترنت .
[1] -
Frisch, K .
von _1962 .Dialects in the Iange of the bees .In : ,, Animal Behavior ,, _
Readings From Scientific American (1975 ) , pp . : 303 _305 . Freeman ; San
Francisco
[2] -
Frisch, K .
von _1962 .Dialects in the Iange of the bees .In : ,, Animal Behavior ,, _
Readings From Scientific American (1975 ) , pp . : 303 _305 . Freeman ; San
Francisco
[3] -
Johnson, W .h., Delanney,L.S.,Cole,T.A. and Brooks, A.C
1972. “Bilogy ",4th ed.
Holt,Rinehart and Winston,N
.York.
[4] -
Johnson, W .h., Delanney,L.S.,Cole,T.A. and Brooks, A.C
1972. “Bilogy ",4th ed.
Holt,Rinehart and Winston,N
.York.
[5] -
1971 . ,,Bees
: Their vision, chemical senses, and Ianguage,, ,2nd . ed . Cor –
nell Univ . Press; N . York .
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق